Ibnou Rochd
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 03/06/2006
| موضوع: Abdelwaheb Bouhdiba... الإثنين 12 يونيو - 17:20 | |
| الإنسان في الإسلام'' لعبد الوهاب بوحديبة : تـجـلّيات الإنسيّة فـي الثقافة الإسلاميّة
زياد كريشان من هو عبد الوهاب بوحديبة ؟ هل هو فيلسوف تاه في أدغال الأبحاث الاجتماعيّة أم عالم اجتماع لا يجد راحته إلاّ في التأمّلات والمفاهيم ؟ إنّ عبد الوهاب بوحديبة (الرّئيس السابق لمركز البحوث والدراسات الاجتماعيّة والرئيس الحالي لمجمع بيت الحكمة) حالة خاصّة في الفكر التونسي فهم فليسوف بحكم الدراسة الجامعيّة وعالم اجتماع بحكم البحث العلمي ومتبحّر في شتّى دروب الأدب والفكر في الثقافة الإسلاميّة. صاحب الكتاب المرجع ''الجنسانيّة في الإسلام'' ( La sexualité en Islam ) ناظر ومتأمّل ودارس لتراثنا الأدبي والفلسفي والصوفي والديني منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما... ويمكن أن نقول إنّ عبد الوهاب بوحديبة يريد أن يوظّف كلّ خبراته وأدواته الفكريّة لاستكناه معان جديدة في التراث الإسلامي ويمكن أن نقول إنّ كتابه الأخير الصادر عن دار الجنوب للنشر ''الإنسان في الإسلام'' (باللغة الفرنسيّة) يندرج في هذا التمشّي الفكري. ينطلق بوحديبة من الفكرة التالية : عادة ما يعتقد المسلمون وغير المسلمين أنّ ما هو جوهري في الدين والثقافة الإسلاميّة هو التعالي أو المفارقة( Transcendance ) الإلهيّة. بوحديبة لا ينفي هذا لكنّه يؤكّد في نفس الآن أنّ المشروع الإسلامي قائم كذلك على نظرة إنسيّة. على الإنسان الخليفة الخالق للمعنى، فالله أمام الإنسان لا في تقابليّة ضديّة أو في علاقة عبوديّة بسيطة بل في استخلاف حقيقي لبني آدم، استخلاف قوامه الحريّة الأصليّة للإنسان. لكن ألا يوجد هنالك منزلق قد نخلط به بين المشروع الديني كما جاء في النصوص المقدّسة للإسلام والثقافة الإسلاميّة كما تطوّرت عبر العصور والأصقاع. يرى بوحديبة -وهذا هو موطن الجدّة الأساسي في تفكيره وكتابه- أنّه لا يمكن الفصل بين الإسلام كدين والإسلام كثقافة وحضارة فالاعتقاد قد تجلّى في التاريخ وبتجليه يمتزج ضرورة بالثقافة فلا عقيدة خارج الثقافة أي الانتاج المعنوي للإنسان ولا ثقافة في تاريخ الإسلام دون استحضار وتأويل للنصّ الديني ومن ثمّة يصبح الفصل، عند بوحديبة بين الدين كنصوص والثقافة كإنتاج بشري يقرأ ويؤوّل النصّ لا معنى له منهجيّا ولا تاريخيّا. بهذا التمشّي يمكن أن نفهم فلسفة فصول كتاب ''الإنسان في الإسلام'' إذ اهتمّ بوحديبة ببعض النماذج لما يسميه بالمشروع الإنسي في الإسلام من خلال نصوص القرآن والسنّة واجتهاد الفقهاء وظرف الأدباء ونظر الفلاسفة وتأمّل المتصوّفة... وهذه النماذج ليست انتقاء اعتباطيّا من المؤلّف وإنّما هي أمثلة عن هذا المشروع الإنساني الكبير...
| |
|
Ibnou Rochd
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 03/06/2006
| موضوع: رد: Abdelwaheb Bouhdiba... الإثنين 12 يونيو - 17:21 | |
| لاشكّ أنّ فيلسوف قرطبة ابن رشد والشيخ الأكبر للمتصوّفة ابن عربي والأديب المعتزلي الجاحظ والأصولي (نسبة إلى علم أصول الفقه لا الأصوليّة) الشاطبي مرورا بابن باجة الفيلسوف والتوحيدي الأديب والجيلي المتصوّف... لاشكّ أنّ كلّ هؤلاء لو بعثوا للحياة من جديد سيعجبون من وضعهم جنبا إلى جنب في هذا المشروع الإنسي الإسلامي... ولا شكّ أنّ هؤلاء والمدارس التي ينتمون إليها كانوا أعداء ألدّاء لكن عبد الوهاب بوحديبة ينظر إليهم وإلى غيرهم جميعا كلحظات لتجلّي هذا المشروع في التاريخ، فهو لا يخفي تمشيه الهيديغري (نسبة إلى الفيلسوف الوجودي الألماني هيدغير) إذ يعتبر أنّ الفقه وعلم أصول الفقه وعلم الكلام والتصوّف والأدب والفلسفة كلّها محطّات لرفع الحجب عن الهدف الأسمى الذي يخترق كلّ هذه المجالات المعرفيّة وبتجاوزها كذلك وهو النظرة الإنسيّة للإسلام. وبما أنّ الإنسيّة لا معنى لها دون الإقرار بالحريّة الأصليّة الخالقة للإنسان يصبح المشروع الإسلامي يتحقق حتّى الزنادقة والملحدين. أليست الحكمة، كما يقول البخاري في تعليقه على حديث نبوي، هي الإصابة دون نبوة ؟ الأكيد على كلّ حال أنّ كتاب الدكتور عبد الوهاب بوحديبة قادح للأفكار وباعث لتأمّل عميق في زمن كثر فيه الذين يلقون الكلام على عواهنه ويتحدّثون عمّا ليس لديهم به علم. "L'Homme en islam" de Abdelwahab Bouhdiba -Sud Edition -Tunis février 2006 هذا ونشير إلى أنّ النسخة العربيّة من ''الإنسان في الإسلام'' هي الآن تحت الطبع. (المصدر: مجلة "حقائق" التونسية العدد 3 بتاريخ 5 جوان 2006)
| |
|